إبحثوا معنا عن عبد الواحد عسكر

أين اختفى الشخص؟
“الشخص” اسم الفيلم الذي كان يعده أصدقاء عبد الواحد عسكر في ألمانيا بعد غيابه، لم نعثر على الفيلم، فربما لم يكتمل، وربما ذهب حيث ذهب كل ما يتعلق بهذا الشخص؛ إلى هوة عميقة
.

ما المغري في الهوة كي نبحث فيها؟

القصة طويلة

بدأنا بالتفكير في الإحتفال بخمسين عامًا على مايو 1968؛ ثورة الشباب التي بدأت في فرنسا، وطالبت بعالم جديد.. كنا نريد أن نعرف أين ذهب العالم الجديد بعد أن أصبح قديمًا، وكيف أصبحت أفكار التمرد على حكم العواجيز المتيمين بالحرب… وكيف حال الحب الذي أراده الشباب في أوروبا بديلاً عن  الحرب.. وإلى أين وصلت الحريات الشخصية.. أو كيف أصبح العالم أكثر توحشًا بكل الرغبات الحالمة.

لم تكسر كل الزوايا و الأفكار حول خمسينية مايو 68 الضجر الذي يصاحب الاقتراب من المناسبات؛ إلا عندما ظهر عبد الواحد عسكر؛ في حوار ليلي مع عادل السيوي، وكان المنسق الثقافي علي العدوي يتحدث عن برنامج أعده لعرض ومناقشة أفلام المخرج الألماني هارون فاروقي، المنتمي إلى عالمه الخاص بسينما خارج المألوف، فحكى عادل السيوي عن عبد الواحد عسكر، وهنا قفزت فكرة؛ أن يكون مدخلنا لـ 68 هو عبد الواحد عسكر؛ الشخص الذي تناثر في الهواء، وكأنه لم يمر من هنا، وكأنه تماهى مع المزاج الذي خلقته حركة التمرد على العالم كما رتبته الأبوة الرأسمالية

هل يمكن أن نعيد تكثيف الهواء لنرى صورة عبد الواحد عسكر، ذلك الذي رأى من زاره في بيته البرليني، صورته الجانبية التي تشبه ملامحه فيها إخناتون؟

هو طالب الرياضيات الذي يحب السينما، سافر إلى أوروبا، وهناك شارك في ربيع براغ، ومنه بعد تجول وتشرد عابر في باريس، وصل إلي برلين في لحظة كانت حركة 68 غيرت قوانين أكاديمية السينما، وهناك عرف عاش الحياة على مزاجه، أو كما يحب المحافظون وصفها بالحياة البوهيمية، لكنها لم تكن كذلك تمامًا، كان يبحث عن نوع من السينما يحكي ولا يخدر المشاعر الملتهبة. لم يفكر في الخلود، بل كان يسخر من اهتمام الناس بالتاريخ، ويرى أن المهم هو الجغرافيا.. المكان. وعلى الرغم من أنه عاش في برلين فإن مكانه هو القاهرة، أو مصر.

استمعوا معنا لبودكاست مع عادل السيوي من تجارب “صباح الخير يا وائل..” وابحثوا معنا عن عبد الواحد عسكر.