فيروز و هدى حداد

ماهي قصة هدى حداد أخت فيروز؟

هدى حداد

هدى حداد

(تلات بنات معهن شمسيه، وناس عم يحدلو سطوح بعيد)

البنات: شتّي يا دنيي شتّي

        شتّي عا حقلة ستّي

مخطوط بيد عاصي الرحباني، بالقلم الحبر الأخضر..

***

شو بيحكي مغزل الصوف؟ - 1963

تبدأ مسرحية الليل والقنديل بتجمع أهالي الضياع المجاورة أمام خيمة منتورة/فيروز بائعة القناديل، راغبين في الشراء منها.. تتعارف المجموعات المختلفة: أهل السهل وأهل الجرد وبنات لطيفات يقلن برقة: نِحنا من صَوْب المزارع، من تل الورد..

بدأت هدى حداد العمل مع الأخوين رحباني منذ 1959. وضع الأخوان هدى ضمن ثلاثي غنائي يتكون منها مع إلهام رحباني وسهام شمَّاس.. أما أول أغنية منفردة شاركت بها هدى في عمل لفيروز، فكانت أغنيةمغزل الصوففي مسرحيةالليل والقنديلالتي عُرِضَت أواخر أكتوبر 1963 على مسرح كازينو لبنان..

في29 أكتوبر1963 – أي بعد انتهاء عرض المسرحية بيوميننشرت مجلة الليالي اللبنانية تحقيقًا صحفيًّا عن هدى شقيقة فيروز، وإلهام رحباني شقيقة عاصي ومنصور.. وتحاورت معهما بشأن طريقهما الفني..

فيروز

في النهاية سألها المحاور: إذا طُلِب منكِ الغناء منفردة، فهل توافقين؟

قالت هدى التي لم تتجاوز التاسعة عشرة: أوافق على كل ما يقرره لي صهري عاصي.. لأنه هو أدرى بمقدرتي الفنية.

من بعد الليل والقنديل اشتركت هدى فيبياع الخواتمالمسرحية 1964 ثم الفيلم 1965، وأيضًا في 1965 اشتركت بدور كبير ومميز في مسرحيةدواليب الهواللأخوين رحباني، ومع أن البطولة لصباح إلا أن الأخوين خصَّا هدى بأهم أغاني المسرحيةطير يا دولاب الهواإنها الأغنية التي تحمل فكرة العمل ككل.. في العام نفسه اعتمد الأخوان هدى كبطلة دائمة لأعمالهما التليفزيونية، فكتبا لها مسلسلقسمة ونصيب“.

من بيروت حراير وياقوت- 1966

بعد إعلان الدعوة الرسمية لفيروز والأخوين رحباني لزيارة مصر، اهتمت الصحافة المصرية بمختلف صحفها ومجلاتها بمتابعة أخبارهم حتى موعد وصولهم.. من هنا تابعت الصحافة المصرية باهتمام مدهش أخبار عرض أوبريت أيام فخر الدين في مهرجانات بعلبك.. حضر محمد رفعت منالكواكبالعرض وكتب تغطية عنه في مجلته.. وكتبت أيضًاآخر ساعةعن العمل وأشادت به مع نشر صورة بديعة ضخمة على صفحة كاملة بالألوان لفيروز بعباءة تراثية من ملابس العمل التاريخيالأهرام عقدت مقارنة بين فيروز وأم كلثوم، بما أنهما اشتركتا في الدورة نفسها لمهرجانات بعلبك للعام 1966، خلُصَت إلى أن كلتاهما قمة في مجالها ولا مجال لمقارنة الخبثاء بينهما..

جليل البنداري منأخبار اليومحضر العرض في بعلبك، ثم أجرى حوارًا مع فيروز وعاصي ومنصور وهدى حداد، قال فيه وتألقت في المسرحية فتاة ذات أنف كليوباتري اسمها هدى.. وعندما سألت عنها قيل لي إنها هدى شقيقة فيروز.. أما أهم ما جاء في الحوار فهو فكرة تحويل روايةعودة الروحلتوفيق الحكيم إلى مسرحية غنائية.. والحقيقة أن من اقترح هذه الفكرة هو جليل البنداري نفسه في الحوار، وبما أن هذه الفكرة لم تُنفذ، فيبدو أنها كانت إحدى محاولات الحكومة المصرية للدعاية والدعم لأدب توفيق الحكيم في مواجهة أدب نجيب محفوظ..

فيروز في مسرح البالون

اشتركت هدى في أيام فخر الدين بالتمثيل والغناء، كما اشتركت كمدربة للرقص مع سيمون عون وعبد الحليم كركلا وأسعد أبو حربة، تحت إشراف أستاذ الرقص الأمريكي برت ستيمل..

سافرت هدى مع فيروز والأخوين في رحلتهم إلى القاهرة أكتوبر1966، ورافقتهم في جميع الزيارات والتكريمات التي تحدثنا عنها في الحلقات السابقة.. تتحدث مجلة روز اليوسف عن العلاقة بين الأختين في أثناء الرحلة في مقال طويل بعنوان (فيروز من غير غناء) جاء فيه:

وفيروز تعتبر نفسها أمًا أيضًا لأختها هدى التي صاحبتها في هذه الزيارة.. وكثيرًا ما نظرت إليها في حب وطلبت منها أن تغير تسريحتها أو فستانها، وتطيع الأخت في صمت.. وهدى حداد ذات الاثنين والعشرين عامًا مطربة لبنانية وراقصة في فرقة لبنان.. وكثيرًا ما ظلت الأختان تتهامسان فترة يقطعها ضحك من القلب، وإذا سألتهما عن سبب الضحك قصّوا عليك قصة الجوع الذي شعروا به في يومهم الأول في الباخرة في طريقهم إلى الإسكندرية؛ كيف تأخروا على موعد العشاء، وكذلك على موعد الإفطار، فظلوا 24 ساعة متواصلة دون طعام.. وتغرق فيروز في الضحك وهي تحاول أن تتكتم ثم تقول: وفي الضهر في الساعة 12 تمام كِنا ع الطاولة، مع ان الأكل يبتدي اتناش ونص..

وتقطع فيروز ضحكها لتنظر إلى هدى وتسألها: الدنيا برد يا هدى.. البسي شي تقيل.. وربما اعتبرت فيروز نفسها أمًا لأختيها هدى وآمال منذ خمس سنوات، أي بعد موت أمهما، وكذلك اعتبروها هم..

وطالما شهد مصعد فندق النيل، حيث أقامت فيروز، هذه اللحظات الضاحكة، عندما كان يصل الأسانسير إلى الدور السادس مكان حجرتها، ثم وقبل أن يفتح الباب، يهبط إلى الدور الأول أو العكس.. كانت تضحك من قلبها وتقول: هدى، الأسانسير فيه جن..”

في ندوة الكواكب التي انعقدت في دار الهلال، جلست هدى بجوار فيروز، كلتاهما تتابع النقاش الدائر باهتمام وصمت.. على الطاولة أمامهما كتاب فؤاد بدوي (جارة القمر.. فيروز ورحباني والأغاني) والذي أعده فؤاد بدوي على عجل قبل وصول فيروز والأخوين لمصر كنوع من التكريم الأدبي لهم، وتم توزيعه على المؤسسات الصحفية والإعلامية للدعاية له ومناقشته، وطُرِح في الأسواق للجمهور يوم 17 أكتوبر، أي بعد مجيئهم بيومين.. تمسك هدى الكتاب تتصفح فيه، بينما بهجت عثمان (عميد الفيروزيين في الجمهورية العربية المتحدة كما لقَّبه رجاء النقاش) وجمال كامل يتباريان في رسم وجهيّ فيروز وهدى..

فيروز و هدى

يا حلوة جننتي السهرة- 1967

تعرَّف الجمهور المصري للمرة الأولى على الحلوة هدى من خلال حلقة برنامجأهلاً وسهلاًالذي ظهرت فيه فيروز مع سلوى حجازي.. جلست هدى كالحمامة الوديعة بين الأخوين رحباني في الصف الأول للجمهور، ووضع أنيس منصور، مُعدّ البرنامج، سؤالاً عنها للتعريف بها، فقامت إحدى الجالسات بين الجمهور وسألت فيروز عن أختها الآنسة هدى حداد ومزايا صوتها.. أجابت فيروز أختي بتغني الأغاني الخفيفة.. إلها لون خاص.. وما بتعمل حفلات، بتشترك معنا بس بحفلاتنا.. وبالتليفزيون ثم عُرِض كليب أغنية رزق الله ع العربيات لهدى..

بعد مشاركة برنامجضيعة الأغانيفي مهرجان التليفزيون العربي في نوفمبر 1966، بدأ التليفزيون المصري يعيد عرض البرنامج الطريف بين الحين والآخر بدايةً من العام 1967.. لعبت هدى حداد دور مقدمة البرنامج اللطيفة، التي تتجول في ضيعة الأغاني الخيالية وتعرِّف عن شوارعها.. كتب صلاح عطية في جريدة المساء عن البرنامج يقولضيعة الأغاني هو برنامج يحتوى على أغاني فيروز وشقيقتها هدى حداد ونصري شمس الدين ومحمد مرعي ورقصات الفرقة الشعبية اللبنانية، وأذيع أكثر من مرة بين برامجنا بعد المهرجان.. وفكرة البرنامج الذي يربط هذه الأغاني والرقصات أن هدى السائحة تصل إلى ضيعة الأغاني التي عُرِفَت بالمرح والغناء.. وتستطيع أن تدخل الضيعة بعد أن تبرز جواز سفرها، وهو عبارة عن آلة موسيقية صغيرة..

وفي الضيعة تبدأ هدى؛ مقدمة البرنامج، جولاتها فتلتقي بسكان الضيعة وبمعالمها المختلفة.. هناك تلتقي بفيروز؛ إحدى بنات الضيعة.. تارة تروي قصة الجسر العتيق.. قصة فلسطين ومأساة الشعب الذي طُرِد من وطنه.. وتارة تردد أشعار جبران خليل جبران، أو تقف مع مجموعة الأهالي تطربهم في سهراتهم.

وتصل هدى إلى مركز جمعية (الجمعية) التي يرأسها نصري شمس الدين، وتتمكن من متابعة جلسات الجمعية التي تحيط بها السرية التامة، والتي يتضح أن أعضاءها يتبادلون رواية ما سجله دفتر ذكريات كل منهم من أسماء لفتيات عرفنهن في أغنية طريفة..

أيضًا في هذا الجو نجد لأغاني الحب مكانها، فجورجيت الشابة الجميلة تنتهز كل فرصة لترسل إلى حبيبها الغائب رسائلًا تحمِّلها شتى الأخبار والأشواق.. وهناك أيضًا عبده الذي أحبَّ غندورة والذي لا يريد سواها حبيبة له.. وفي هذا الجو المعطَّر بالألحان وبالذكريات تقع عينا هدى على عربة قديمة أهملها الزمان على حافة الطريق، وتتذكّر هدى طفولتها والنزهات الجميلة التي كانت تقوم بها في مثل هذه العربة، فتغني رزق الله ع العربيات..”.

في 5 ديسمبر 1966 بدأ العرض التجاري لفيلم بياع الخواتم في القاهرة والإسكندرية، واستمر بنجاح حتى منتصف يناير1967 ثم انتهى عرضه ورُفع من دور العرض.. لكن في 24 أبريل 1967 بدأت الشركة العامة لتوزيع وعرض الأفلام السينمائية بطرح مجموعة من الأفلام اللبنانية في دور العرض للجمهور المصري؛ هيعقد اللولولصباح وفهد بلان، وعتابلسميرة توفيق ومحرم فؤاد، وحسناء الباديةلسميرة توفيق أيضًا، ومعهم أعادت عرضبياع الخواتممرة أخرى في سينماريالتوبالضاهر والحريةبمصر الجديدة، واستمر عرضه حتى نهاية مايو 1967.

يقدم يوسف شاهين هدى في أول استعراضات الفيلم بفرح واحتفال وحب.. الكاميرا تتحرك وهدى تتحرك مع مقطعيا حلوة جننتي السهرة“.. إن كانت فيروز هي البطلة الأولى الدائمة المطلقة في أعمال الأخوين، فهدى هي البطلة المسموح لها بالحب.. إنها الشابّة الحالمة المتكئة بأمان وطفولة على قدمي فيروز في أغنية إمي نامت ع بكّير.. وفي أغنيةحيّدوا الحلوينيصنع يوسف شاهين، بذكاء وشاعرية دقيقة حساسة، منها ومن الشاب الجميلمهنّىبطلين للأغنية، ليتم تقديمها عبر الفيلم دون أي افتعال..

عادت الصحافة تتحدث مرة أخرى عن الفيلم، بعد إعادة عرضه، وكتب د.مصطفى محمود ضمن مقاله عن الفيلموأعجبني في فيلم بياع الخواتم الاستفادة من اللون بالمناديل الملونة، والخرز الملون، والزجاج الملون، حتى الجردل البلاستيك كان ملونًا، والجرّة ملونة، والشيلان ملونة، والقناديل ملونة.. والتصوير من خلف الشيلان الهفهافة، ومناديل الحرير الشفافة نجح في إعطائنا ذلك الامتزاج الحلو بين الحلم والحقيقة.. ووجه هدى أخت فيروز كان عذبًا جذابًا حلوًا، وعيناها كانتا ثرثارتين فصيحتين.. ومواهبها ترشّحها لأن تكون ممثلة ذات شأن في روايات الحب، وبريمادونا يتعذب في هواها العاشقون“.

نحنُ الدولة العليّة- 1971

زمرد النحيلة الوالهة تهمس لبنت خالها عادلة/ فيروز بسر حبها المكتوم للضابط سليمان، بينما في الخلفية تنساب موسيقىحنينللأخوين رحباني التي تختزن شجن العالم بأسره.. تقول لها فيروز في إعجاب وحنانآه يا زمرد، عم تتحلّي كل يوم عن يوم“.

أُنتِج فيلمسفر برلكوعُرِض في لبنان في نوفمبر 1967.. إنه ثاني أفلام فيروز والأخوين رحباني ومن إخراج هنري بركات.. يدور الفيلم حول فترة تاريخية من حياة لبنان، وصراع الأهالي مع السياسة الظالمة التي مارستها عليهم السلطة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى.. استقر رأي الأخوين رحباني على توزيع الفيلم خارج لبنان تحت اسمالمنفىإذ أن كلمةسفر برلكغير معروفة إلا عند الجمهور اللبناني والسوري، وهي كلمة تركية تعنيالطريق إلى المنفى“.

تأخر توزيع الفيلم في مصر أربع سنوات حتى العام 1971.. وفي26 أبريل 1971 بدأ العرض التجاري له في القاهرة في سينما ديانا، أضخم سينمات وسط البلد وأعرقها، والإسكندرية في سينما ريفولي..

بوستر فيلم المنفى

كتب سمير فريد مقالاً مطولاً عن الفيلم أشاد فيه بالمستوى الفني الرائع له، وقارن فيه بين إخراج يوسف شاهين لفيلم بياع الخواتم وإخراج هنرى بركات للمنفى، كما قارن فيه بين إخراج هنري بركات في سفر برلك مع حبكة الأخوين رحباني المتماسكة، وبين إخراجه لفيلم ضعيف بعنوانأختيعن قصة لإحسان عبد القدوس، كان يُعرَض في التوقيت نفسه..

جاء في مقال سمير فريد عن فيلم سفر برلك أو المنفىعلى حين صور يوسف شاهين فيلمه داخل ديكورات محدودة، خرج بركات إلى الطبيعة اللبنانية وصورها كما لم تُصَوّر من قبل.. وفي (سفر برلك) رؤية سياسية واجتماعية ناضجة لكفاح الشعب العربي ضد الغزاة من خلال المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال العثماني.. وجاء الفيلم امتدادًا لموقف فيروز والأخوين رحباني الذين جعلوا من فنهم سلاحًا في المعركة ضد العدو الإسرائيلي منذ عدوان الخامس من يونيو“. استمر عرض الفيلم في مصر لمدة أسبوع واحد فقط، ففي 4 مايو 1971 صدر قرار بوقف عرض الفيلم من لجنة الرقابة بوزارة الثقافة، بعد تدخل السفير التركي وإبلاغه بأن الفيلم يسيء إلى بلاده..

عَ الشارة التقينا- 1976

في 24 أكتوبر 1976 وصلت فيروز مع الأخوين رحباني والفرقة الشعبية اللبنانية إلى القاهرة لإحياء أربعة حفلات على مسرح حديقة الأندلس.. إنها المرة الأولى لفيروز والفرقة الشعبية اللبنانية أمام الجمهور المصري.. الحفل الذي تأخر سنوات طويلة.. وفي حين سنتحدث عن الحفل بالتفصيل لاحقًا، سنتحدث هنا عن هدى حداد..

تسرع التليفزيون المصري وأعلن أن فيروز ستكون ضيفة سمير صبري في برنامج النادي الدولي، لكن فيروز اعتذرت.. فحاول مع هدى لكنها اعتذرت أيضًا، وكانت هدى قد أصيبت بانزلاق غضروفي في أثناء وجودها في القاهرة، جعلها في الأربع حفلات لا تصعد المسرح إلا بعد حقنها بالمسكنات.. قدمت هدى في برنامج الحفلات أربعة مشاهد غنائية، من بينها أغنيتها الأيقونية المحبوبة في مصررزق الله ع العربياتوهي تحمل شمسيتها.. وتساءل الجمهور المصري في مرح، كيف يمكن لتلك العربية القديمة التي تغني لها هدى أن تمضي بين بيت الجد وبيت الجدة، ألا يسكنان في بيت واحد؟

لو فيّي خبّيك- 1999

في يناير 1999 جاءت هدى مع منصور الرحباني وباقي طاقم عمل مسرحيةآخر أيام سقراطلتقديم المسرحية في دار الأوبرا المصرية بدعوة من د. مصطفى ناجي رئيس دار الأوبرا.. لعبت هدى في المسرحية دوركزنتيبالزوجة الغيور المزعجة للفيلسوف سقراط..

قُدِّم العرض لمدة ست ليالي على خشبة المسرح الكبير.. يقول منصور الرحباني في المؤتمر الصحفي الذي عُقِد بدار الأوبرا:

لأنه حان وقت الصراخ، وعذابات الإنسان اكتملت.. لأن العدالة قلّت من الأرض، والظالمين أمضوا بالاعتداء على الحرية.. وجب أن نستدعي سقراط ليموت من جديد في ساحة كل مدينة.. ولأن شعب أثينا القديمة هو شعب من الأرض.. هو أنا وأنتم.. فالظلم واحد، والفقر واحد، والضرائب التي أرهقتهم ترهقنا.. ولأننا مثلهم نقاتل من أجل الخلاص..”

في حوار مع مجلة الصياد اللبنانية، تستعيد هدى ذكريات البدايات، وتتحدث عن هويتها المستقلة بعيدًا عن فيروز.. تقول أفضِّل أن يقول الناس هذه هدى، لكني لا أنزعج إذا قالوا أخت فيروز.. وتسألها المحاورة عن علاقتها بالنقاد، فتجيب هدى: “من تعود على نقد عاصي ومنصور رحباني، ألا يستطيع أن يتحمل نقد الآخرين؟.. إن نقدهما صعب جدًا من أجل أن نصل إلى الأحسن“.. في نهاية الحوار تتذكر هدى حادثة طريفة وقعت لها أثناء تقديم مسرحية الليل والقنديل 1963.. تقول وهي تضحك:

كان عليّ أن أؤدي رقصة مع أغنية (مغزل الصوف) وكنت أريد أن أُظهِر لأبي الذي كان حاضرًا أنني شاطرة جدًا.. وبقيت في الكواليس أردد الأغنية، وعندما عُزِفَت الموسيقى ووقفت أمام الميكروفون نسيت جملتين كاملتين، ورأيت عاصي يلوح لي بالعصا التي يقود بها الأوركسترا، فواصلت رقصتي وبرمت أكثر من مرتين متظاهرة أنني أواصل الرقص، حتى تذكّرت تلك الأغنية التي لم أنسها حتى الآن ولم أنس تلك الحادثة

ولابد أنها كانت رقصة والتفافة على نحو ما قدمته في نهاية أغنية يا ظريف الطول من مسلسلمن يوم ليوم1971..

يا ظريف الطول، يا بو الميجانا.. تمرُق الإيّام، وبحبَّك أنا..