نظرة صوفيا

image00-1

“كنتُ أحدق في صدرها لأنني كنتُ خائفة. كان على وشك أن يخرج من فستانها، ويتدلى فوق طبقي” هذا هو تبرير صوفيا لورين لنظرتها، لكنها لم تكن بلا جدال مجرد نظرة خوف.ففي إزاحة الرأس، وميل العين لتسترق، وطريقة إرخاء الجفون وارتفاع الحاجبين وزَمَّ الشِفاه  الكثير من الاستهجان والتعالي، وفيه من “مُحن” الأنثى أيضًا. كانت الحفلة مُعَدّة أصلًا لتقديم صوفيا إلى هوليوود. دخلت مانسفيلد وخطفت الضوء كله. قالت صوفيا “كنتُ أشعر أن كل شيء في جسدها سينفجر في لحظة ما خارج فستانها”.صوفيا هي بنت حارتنا، المرأة المتوسطية، النسب الكلاسيكية، تمنح بحساب، وتدير بتمكن معادلة الكشف والإيحاء. الهبة المشروطة الواثقة، والكنز المَخفِي. جين مانسفيلد ومارلين مونرو قدما معًا الفتنة من زاوية مختلفة، جسد الأنثى الحاضر ببساطة، وكأن اكتمال الأنوثة يشبه الطفولة إلى حد بعيد، هكذا كانت جين تنظر بحيادٍ مباشرة إلى العدسة، ولم تغادر الطفولة ضحكة مارلين أبدًا. ماتت جين فى حادث سيارة وعمرها 34 عامًا، وماتت مارلين مَوْتَة غامضة وعمرها 36 عامًا، حدث كل ذلك فى الستينات. إنها في نهاية الأمر نظرة وداع لعالم الأبيض والأسود، بتوزاناته المُتَحَفّظة، حياء تخطته ثورة الشباب، عندما أهدتنا النظرة المعاصرة، في نهاية نفس العقد، وأجهزت عليها تمامًا بعد ذلك ثقافة البورنو، بواقعيتها المُفتعَلة، فلم يعد مشهد الجسد يأخذنا إلى أي مكان أو معنى، لأن انكشافه ككتلة حسية أصبح هو وحده المسألة من أولها إلى آخرها.

لمح البصر

يكتب عادل السيوي عن لمحاته لخفايا الصور عبر كتابة منمنمات لمح البصر. في هذه السلسلة الجديدة يتأمّل النظرات وملامح التغيّر في العيون، وما يلمحه البصر من أثر للزمن. ينقب السيوي عن حكايات الصور، ونظرات خَلَدَتَها الفوتوغرافيا.