عند حافة العالم

في انتظار حافلة لا نعرف من أي اتجاه ستأتي، ربما سينقضي العَمر كله انتظارًا في هذا الجزء من العالم ، حتى تقوم الساعة. ترنو المرأة التي على اليسار بتكاسل إلى البعيد، بينما تستمع التي على اليمين إلى الشاب وكأنها تستبق نهاية الكلام. من خلفها تقف امرأة أكبر سنًا وقد امتثل جسدها طواعية لمنطق الطابور. في القلب تمامًا يواجهنا صبي بنظرته وقد استسلم لحالة الانتظار تمامًا، وكأنه الوحيد الذي يعرف الحقيقة. على يمين الصبي وعلى يساره تناظر مسرحي لجسدين يؤكدان على أنه قلب المشهد. تشابه ما بين وجه الصبي ووجه الشاب، هي نفس العائلة ربما. سيدة لا نعرف ملامحها تنشغل عنّا بالحوار والطفلة معًا في آن، الشاب هو الوحيد بينهم بلا متاع، يؤدي بكل الثقة دوره كمتكلم. سيطرة اللون الأسود وذلك الأزرق الباهت المُمتد خلف الجميع يغذيان معًا مشاعر الريبة في هذا الاصطفاف. من فوقهم يطل وجه كان يجب أن يبدو لمارلون براندو فى فيلم كوبولا: نهاية العالم الآن. إعلان السينما يحجب البيوت الواقعة خلفه، لكن على اليمين بعض النوافذ المرتجلة ظلت تقاوم. الأيادي توزعت بتنوع بليغ، كل ذراع حالة روح مكتملة. الواقفون على المسرح، لا يغادرون إطار المشهد السينمائي. الواقع والصورة معًا إطلال تجرها أيام من الشجن وقلة الحيلة خلفها.

لمح البصر

يكتب عادل السيوي عن لمحاته لخفايا الصور عبر كتابة منمنمات لمح البصر. في هذه السلسلة الجديدة يتأمّل النظرات وملامح التغيّر في العيون، وما يلمحه البصر من أثر للزمن. ينقب السيوي عن حكايات الصور، ونظرات خَلَدَتَها الفوتوغرافيا.