قاهرتي: خطط شخصية

دراسة مشروع

مدينة

الخرائط هي وثائق لديها قوة تحديد و رسم وتسمية و ترتيب الأماكن،  تكتسب الخرائط المزيد من القوة عندما تعترف بها  قوى سياسية واجتماعية (هارلي، 1989). و بالتالي لها قوتان : واحدة تنبع من ذاتها و كونها مرسومة و موثقة و الأخرى تنبع من اعتراف الدول بها والبناء عليها (سواء كان بناء خرائط أخرى أو قرارات أو مخططات).  نظرا للتكلفة الباهظة والعمليات العلمية المعقدة لرسم خريطة فإن تصورنا الحديث عن الخرائط مبني على ما أنتجه الغرب من رسومات تمثيلية للمدن من نقطة ارتكاز رأسية توضح الشوارع والبيوت والمعالم الرئيسة للمدن. في أواخر القرن ال18 و مع قدوم الحملة الفرنسية ظهر إستخدام الخرائط في عملية إدارة الدولة الحديثة ، وأصبحت الرسومات أكثر دقة وواقعية  ومنظمة بطرق علمية تعتمد على إحداثيات وشبكات تثليث. تمثل خرائط الحملة الفرنسية بداية لمرحلة طويلة ومعقدة من تقسيم المدينة لأحياء وإدارات لم تكن قد قسمت كارتوغرافيا من قبل. كما أعلنت نهاية مرحلة من رسم الصور والخرائط التي توصف الآن برسومات ما قبل الحداثة مثل صورة الأرض لابن حوقل التي وضحت موقع أرض يأجوج و مأجوج. كما رسمت جبال القمر حيث  منابع النيل على هيئة سحاب مظلم يتصل ببطيختين و منهما يتكون النيل الذي ينتهي في البحر المالح. هناك مساحة واسعة من الخيال يمكن أن نراها في الخرائط الأولية التي اقتصر إنتاجها في الشرق علي حدود البلدان والقارات بينما تم التأريخ للمدن عن طريق الخطط التي تصف البيوت والحارات وصف تاريخي إجتماعي يعني بالكلمة بدلا من الصورة. 

يهدف هذا المشروع البحثي إلى خلق متتالية خرائط مغايرة للقاهرة  يتم رسمها من قبل المقيمين والزوار، لا تهتم بعروض الشوارع أو أرقام البيوت ولكن تعكس مفهوم الرسامين للمدينة بشكل شخصي.  يستخدم وسيط إلكتروني تفاعلي لتجميع تلك الخرائط على مدار عام كامل يتم فيه رصد التصورات المختلفة للمدينة بالعلاقة مع المتغيرات الإجتماعية و السياسية التي تؤثر علي رؤيتنا. فعلي سبيل المثال يسمح للمشاركين بوسم مناطق بأوسام مختلفة تعبر عن حالات شعورية أو نفسية. كما يسمح لهم بتحديد طريقة رؤيتهم للمدينة عن طريق إختيار فلتر أو نمط رؤية. حيث  يتم الإتفاق المبدئي علي هذه الأوسام و الفلاتر في 3-4 جلسات مع مجموعة مختارة من المتطوعين تقسم إلي focus groups للنقاش على مدار يوم.

A-world-map-by-al-Istakhri-934-CE.-The-map-is-oriented-with-South-at-the-top


Claudius_Ptolemy-_The_World-1-scaled


A-world-map-drawn-by-the-Moroccan-cartographer-Muhammad-al-Idrisi-for-King-Roger-of-Sicily-1154_upside-down.

تجميع التواريخ الشخصية

بدأتالدراسات Microhistorical في مناطق مختلفة في أوروبا والولايات المتحدة بين 1970s و 19080s حيث أدرك المؤرخون أن الأحداث السياسية والواقع الاجتماعي لا يمكن فهمها من خلال النظر في النماذج التاريخية الكبيرة فقط (ليفي، 1991). في هذا المجال من الدراسات تعتبر الناس لا كمجموعة ولكن كما “الأفراد الذين يجب ألا تضيع سواء داخل العمليات التاريخية أو في حشود مجهولة” (Iggers، 1997). ومع ذلك، في هذا البحث اتبنى Iaconesi وبيرسيكو تصور ربوات من microhistories في العصر الرقمي مثل المولدات من “Infoscape. النسيج الضام الذي نخلق باستمرار، واتخاذ ما عدا، وخلق من جديد، في استخدامنا للتكنولوجيا وغيرها من العمليات والمعلومات لتوليد البيانات “(Iaconesiوبيرسيكو،2017).


الحاجة إلى خلق متتالية أخري

في دراسته عن تطور الأساليب العلمية من القرن ال16 إلى يومنا هذا، ويقول برونو لاتور أن ما نعتبرها حقائق علمية تستمد صلاحيتها من كونها منقولات مكتوبة immutable mobiles  أو وقائع تمت كتابتها علي وسيط متنقل غير قابل للتغير  سمح بدمجها في أجسم أكبر من  معارف.  برونو لاتور (1989) جادل بأن فهمنا الحالي للمعرفة العلمية لم يكن ممكنا إلا من خلال تراكم ومعارف المدرج في شكل “المنقولات المكتوبة” التي لديها القدرة ليتم نسخها، حفظها إلى ونقلها، ودمجها في الهيئات الأخرى من المعرفة. اتور المسلمات مفهوم “سلسلة من النقوش” الذي يتكون من “النقوش مبسطة أي وقت مضى أن يسمح حقائق يصعب أن تنتج في أكبر التكاليف”. وهكذا، من خلال تطبيق الأفكار لاتور، ويمكن للمرء أن يجادل بأن فقط قوة خريطة تتجاوز هيئة خاصة بها لتصبح قوة عدة الخرائط التي استندت على ذلك، المدرج منه، أو مقارنة. وفقا لذلك، وقد وجدت فقط الخرائط التي تم “المدرج” إلى وسيلة integratable طريقها إلى أن تصبح التحف السلطة. لدينا سلسلة المتاحة حاليا للخرائط القاهرة تفتقر إلى وجود أي التصوير المرئي من قبل السكان المحليين. وكانت خرائط القاهرة التي استطاعت أن تكون جزءا من سلسلة تصوير أعلى أسفل المدينة التي تخدم مصالح حكامها ويمثل أيديولوجياتها. 

أسئلة

ويهدف هذا المشروع إلى (1) فهم التعاريف الذاتية للفضاء في القاهرة. هدفها هو توثيق وتصنيف الخرائط الشخصية من المدينة في محاولة للتوصل الى فهم مغاير للمدينة التي لا تقتصر على وظائف واستخدامات الأراضي، ولكن يمتد إلى الذكريات والعواطف. وعلاوة على ذلك، فإن الهدف الآخر من هذا البحث (2) هو تطوير أساليب الجماعية لتصنيف وتجميع سلسلة من الخرائط الفردية المشروحة سابقا. ويمثل هذه السلسلة للجمهور مرة أخرى لمناقشة صحتها واتساقها مع طروحاتهم حول المدينة. ويمثل شلال على شكل بوابة إلكترونية ومعرضا.