قاهرة كالقاهرة

معاذ محمد

عشت في الريف أعوامًا قليلة لا تتخطى أصابع اليد الواحدة، سنوات قليلة لا تكفي لاكتساب سمات طويلة الأمد على شخصي، لم أحمل معي سوى علاقتي بالنوم، وهي علاقة بسيطة للغاية؛ يمنحني جسدي ثماني ساعات يوميًّا يحددها بمقياس الطبيعة البديهي، الليل لباس والصباح معاش، ينهمر شلال النوم من الثانية عشر صباحًا ويتسارع ويتلاطم حتى يصطدم بصخرة الثامنة صباحًا، تلك العادة الغريزية التي لم أبذل أي مجهود لاكتسابها رافقتني حتى اللحظة الحالية التي أكتب فيها هذه الكلمات، أحب الافطار باكرًا بين الثامنة والتاسعة، وفي أثناء رحلتي لشراء الفطور من مطعم “سي السيد” الذي يعد طعامه ويبيعه رجال، تجلس سيدة مسنة على الرصيف تراقب المارة والعربات دون ملل، أو ربما يكتنفها بعض الملل دون أن يفضحها هدوؤها، منذ أسبوع سمعت صوت بكائها للمرة الأولى في أثناء مروري، ولكنه لم يكن نحيبًا كما لو فقدت قريب أو بكاء الحسرة الصامت الذي يبتلع الإنسان فيه حزنه ويكتفي بهمهمات بين الحين والآخر، بل بكاء الضائعين، الذين طال وجودهم في مكان يرغبون بمغادرته. يعبر عن هذا النوع من البكاء بوضوح الأطفال عندما يبتعدون عن ذويهم، والعجائز عندما يطعنون في العمر أو ينهكهم المرض ويشتهون الموت ولا ينالونه، كلٌ ضائع على طريقته، وكلٌ يشتاق لضمة ما بين ضمة محبة وبين ضمة القبر، أحيانًا تصبح الحياة زائدة عن اللزوم ويصبح الاستمرار فيها فعلًا غير ضروري.

لم أهدأ من روعها أو أشترك في مواساتها، بل فعلت مثل أغلب المارة، نظرة جانبية لعينيها القلقتين الهيستيريتين ثم أكملت طريقي كما ينص السلوك المثالي الفرداني لسكان المدن العملاقة، معضلتها أكبر من المواساة، وما تنشده من اختصاصات الآلهة لا البشر أمثالي، ولكن هذا البكاء أدخلني في معضلة الوجود في المكان الخاطئ دون فكاك. في 2017 كتب أحمد ناجي مقال وداعًا للشباب الذي يعبر فيه عن لحظة تكلس أصبح الشباب فيها مجبرين على تقليد المسنين “الزومبي” كي يجد مكانًا أو اعترافًا محليًّا بوجوده. هاجر ناجي وترك هذا الواقع خلفه. الشباب فترة غريبة قياسًا بمسيرة الإنسان التي تبدأ بالطفولة التي يتبع فيها أهله دون تفكير وحتى التقدم في السن الذي يميل فيه الإنسان للاستقرار وارتداء عباءة الجندي المجتمعي الحريص على بقاء الأمور كما هي لأن التغيير مرعب بطبيعته فما بالك لو شرعت سفنه من ميناء غير مينائك! بين جبل الطفولة وجبل الشيخوخة تمتد أودية الشباب، تنهمر وتسيل محملة بالأنهار والسيول، مرحلة غرائبية تبدأ بتطرف المراهقة والرغبة في تحريك جبل المقطم بدافع الملل حتى تهدأ شعلتها تدريجيًّا وتترك خلفها بقايا شمعية لضوء كان يملأ الغرفة بريقًا. ويبدو أن الشاعرية أو التراجيديا في الحياة البشرية أن يكون أعداء الشباب الحاليين والقامعين لفورتهم هم الشباب السابقون، هكذا يعمل الزمن، يترقى أطفال اليوم ليصبحوا شباب الغد وبالضرورة سيخرج شباب اليوم من الجنة التي امتلكوها وظنوا واهمين أنها حصرية، يدور الزمن ليحولهم لمقاصل رقابة تنتقم من الحياة التي نبذتهم وألقت بهم خارج نعيمها، التمرد هو السمة المقدسة للشباب وهو أيضًا الفحم الذي يحرك ماكينة التاريخ، كل فعل مفصلي يطبع نفسه فوق صفحات التاريخ غالبًا ما نجد به آثار يد التمرد، يسير قطار التاريخ برتابة فوق قضبان الماضي حتى تنحرف عربة عن المسار فتجذب القاطرات الأخرى خلفها لمسار آخر، لا يمكن الانتقام من الحياة كمعنى رمزي، بل يمكن الانتقام من فعل الحياة نفسه وممارسيه من خلال تشذيب مسارات هيجانه، تلك الأودية العاتية التي لا يحتمل تقلباتها سوى الشباب بينما يراقبهم الأطفال والمسنون من تجاويف الجبال حتى تهدأ العاصفة.

 

الاجتماع السري لإحياء الشباب

..”الأساليب المتخذة اليوم فيها آثار أساليب الأمس، كما فيها أيضًا جراثيم الأساليب التي ستتخذ غدًا”، يوسف النحاس في كتاب الفلاح.

منذ عدة أشهر في سهرة اعتيادية في روف فندق بالدقي يقع بجانب جثة مقر حزب الوفد طُرحت مسألة الشباب على الطاولة، وبدأنا الانتقادات الذاتية لجيلنا الذي استسلم لعزلة الكورونا وسمح للعزلة بأن تتحول من فعل قهري نمارسه كي نحمي أنفسنا وأحبابنا إلى نمط اجتماعي مريح، فبمجرد أن يعتاد الإنسان شيئًا لا يتركه، يمثل شعور الأمان سدرة المنتهى للعقل البشري، وهذا ما يجعل المحافظة على الشباب كحالة ذهنية تحدى حقيقي وأبعد ما يكون عن مسألة السن كمعيار، وجهنا الانتقادات القاسية للجميع، الجالسين في بيوتهم والهاربين من الحفلات والكسالى ومحبي نتفليكس وما تنتجه “ثقافيًّا” من اعتياد الاستلقاء كل ليلة أمام مسلسل لا يعجبنا، فقط لتجنب عملية التفكير في بديل، التفكير عمومًا عملية مرهقة ولكن تجاوزه يخلق مع الوقت طبقة شمعية تترسب فوق ذوق الإنسان تألف الالتصاق بالمألوف واعتياد الأعمال الخرائية وتسليم العقل لموظف تقني ليختار ما سنشاهده بناءً على نموذج لما يفترض أن نكونه، ومع الوقت تزداد الطبقة سمكًا وينتفخ صديدها حتى يغرق العقل وسطها ويعطب، لا يجب على الإنسان أن يثق بعقله أمام دوامة الاعتياد العاتية وشركات تشكيل الذوق، انتهت الجلسة بإعلان منافيستو إعادة إحياء الشباب وبداية حقبة جديدة بحفلة كبيرة نخرج بها من دوائرنا المغلقة المريحة المستقرة، وهذا ما حدث في الأسابيع اللاحقة، لكننا كنا واهمين، صحيح أن تلك الحفلات كانت خطوة في سبيل استرداد ما فقد بعوامل التعرية الزمنية وموقعنا الجغرافي من العالم وما يحتمه علينا من قواعد، ولكننا كنا مخطئين حين ظننا أن استعادة الشباب بهذه السهولة، فالمهمة ليست فردية، بل تتقاطع مع المجموع وطبقة الزمن الخارجية، وليس بالضرورة كل الأفعال يمكن إنجازها فرديًّا بل توجد أفعال مرتبطة بالمجموع بشكل مباشر.

 

الترهل العام

هل رأيت سمكة تسبح في الفضاء، أو قطًّا مستلقيًّا فوق سطح المحيط يمارس أنشطة يومه الطبيعية، بالتأكيد لا؛ كل كائن حي يحتاج الى الحد الأدنى من الظروف الموضوعية لممارسة فعل الحياة، تشتق تلك الممارسة لأفعال وخيالات وتصورات تحدد غالبًا حسب العمر والوعي والحالة العقلية للإنسان. وأن تكون شابًا في مصر فأنت “غالبًا” تعيش-ين بلا ظروف موضوعية لممارسة الشباب التي تحتاج الانطلاق لهواء نقي. ومن يستنشق دخان البنزين والمصانع ويشارك العربات طريقها، لأن طريق المشاة مليء بالقمامة أو غير موجود من الأصل، يصبح منطقيًّا غير قادر على الانطلاق.

تعريف الانهيار العصبي في موقع مايو كلينك هو “وضع مثير للضغط العصبي إذ يتعذر مؤقتًا أداء مهام الحياة الطبيعية” ولكنه يؤكد أنه ليس تعريفًا طبيًّا فهو لا يشير إلى عضو معطوب أو مشكلة محددة يمكن تقصيها معمليًّا بل بيان عام من الجسد للعقل يخبره بعدم قدرته على الاستمرار، وهذا ما يستدعي إيقاف الآلة ومحاولة البحث عن نقطة انطلاق غير عضوية لهذا الخلل، لا تصلح الحياة دون مضخات الدم التي تروي عطش الأعضاء الحيوية، السينما والمسرح والموسيقى والاحتفالات والندوات الثقافية ولحظات العته والهيستيريا وغيرها من أوجه الحياة، ذاك الشاب الصغير الذي يقف منتشيًا في صف طويل لدخول فيلم يحبه ربما سيكون رائد هذا المجال بعد عشر سنوات، ولكنه لن يبدأ هذا المسار لولا انبهاره اليوم بأداء ممثل صاعد أو عتيق سيقرر إثره أنه سيصبح أعظم منه. هكذا يبدأ توالد سلاسل الإبداع، لكن هكذا تدور تروس آلة الحياة؛ من خلال تتابع الأفعال الصغيرة التي يؤولها الإنسان حسب وعيه وتجربته فتخلق حوارًا ذاتيًّا يدفعه للأمام أو للخلف، عندما أنظر حولي أجد واقعًا مضادًا لكل ما سبق، أستطيع مشاهدة فيلم رديء بضغطة على لوجو نتفليكس وإغلاق محركات رأسي، ولكني سأبذل أضعاف هذا المجهود من البحث والاستقصاء لمشاهدة فيلم جيد في عصر ملخصات الأفلام والملل السريع وسأضطر في النهاية إلى مشاهدته على موقع مجاني لأتحمل أطنانًا من الإعلانات الإجبارية. السينما ليست خيارًا بالطبع أما الأفلام المحلية فقد ماتت منذ زمن، يخرج منها بين الحين والآخر زفرة وسط التراب، ولكنها زفرة ضعيفة لا تقدر حتى على إزاحة بعض من رماد مقبرتها.

متاحف الرقابة

لموازنة الآثار الجانبية للحياة في مدينة قاهرة كالقاهرة؛ اعتدت أنا ورفيقتي عليا الذهاب لمتحف أو مكان أثرى في ربوع العاصمة في عطلة كل أسبوع، لربما يكون الأكسجين القادم من غرف الماضي الرطبة قادرًا على المساعدة في مقاربة الحياة في محيط بلا تنفس، من اللحظة التي يرى فيها أمن المتحف شابًا وفتاة معًا سيوجد من يكلف برقابتهم من بعيد، لأن قبلة هنا أو هناك تهديد مباشر لشيوخ الرقابة، أفعال الشباب عدو يجب تحديده ومنعه إذا تعذر اجتثاثه من جذوره، وتجربة المتحف محاكاة للخروج من الواقع وترك الجسد يسقط طواعيًة في هلام زمني متخيل، لا يسمح المكان هنا بهذا التعريف، ومع أن الرقابة نفسها تطورت تكنولوجيًّا، وكل سنتيمتر من المتاحف المصرية مراقب بالكاميرات، فإن هذا النوع من الرقابة قد يترك ثوانٍ معدودة للفعل، أو يتيح فرصة للتفكير في إمكانية حدوثه، والأمر هنا شخصي لدرجة أنه لن يسمح للاحتمالية بأن تولد، بالطبع تدور كل هذه الهواجس والضلالات داخل رأس مغذى بالكبت الجماعي، فهو لا يتخيل أن زوار المتحف جاءوا لزيارة المتحف حقًّا، بل لا بد يبحثون عن مكان لممارسة غرائزهم “الطبيعية”، أو أن القبلة ذاتها لها أوجه أخرى غير الجنس، وهذا لا يعيب أحدًا سوى المهووس بحيوات الآخرين لتعويض نواقصه.

الحرب القومية ضد المقاهي

لا أحب الجلوس على المقاهي لساعات، لم أفهم هذا الفعل قط، بل أستخدمها بشكل عملي؛ انتظار شخص، أو تناول مشروب ساخن في الشتاء أو بارد في الصيف. وفي بعض الأحيان تستهويني مراقبة الطريق. ولأن الشوارع في القاهرة تعادي الأكسجين فلا أفعل ذلك إلا صباحًا، في يوم عشوائي كل شهر أشعر برغبة في تناول الفطور بالخارج، وهنا لا أعني الجلوس في مطعم يقدم طبق الفول بمئة جنيه وكأنه استخلص الفولة من قشرتها بعملية جراحية دقيقة، بل عربة فول تجاورها قهوة بلدي، يسأم الإنسان الساندوتشات أحيانًا ويحب الأكل من الطبق مباشرة كأجداده، توفر قهوة قريبة من بيتي منصة رائعة لمراقبة الطريق فهي تقع على ناصية حية بالمارة والأحداث، أتناول الفول والبيض والطعمية مع البصل المخلل ثم أتبعها بكوب شاي. سابقًا دخلت نقاشًا مع صاحب المقهى عن السر الذي يجعل الشاي في هذا المقهى جيدًا لهذه الدرجة، وقابلني برد بسيط بأن المياه المستخدمة تترك لتغلي بالساعات دون فرصة لتسرب البخار وهذا ما يجعل مذاق الشاي مختلفًا رغم بساطة إعداده. ويبدو أن الضغط المستمر بلا فرصة للتسريب مفيد في حالات أخرى؛ آخر مرة ذهبت لممارسة هذا النشاط وجدت المقهى متقلصًا داخل المحل دون كراسي وطاولات على الرصيف الذي لا يستخدم للمشاة من الأصل، أصبحت القهوة ضيقة، يجلس الجميع بجانب بعضهم البعض دون داع، أغلقت منصات مراقبة الطريق، وانتهى الطقس الذي ابتدعته لنفسي دون عودة أو تحذير، في تلك اللحظة انتهت رغبتي في الطعام وعدت إلى المنزل، فعل بسيط استخدمته كطوق ضمن أطواق أخرى للنجاة، وظننت أنه بلا أعداء لأنه غير ملحوظ من الأساس لأصحو فجأةً على رحيله دون مقدمات.

الاستثمار في الديستوبيا

 

 

 

“الدخان والعوادم مش هيعطلوني لأن تلفاست بيخلصني من أعراض الحساسية حتى اللي بتزيد بسبب تلوث الجو!
الكلمات السابقة مقتبسة حرفيًّا من إعلان لشركة مسكنات، من اللحظة الأولى ندرك أنه موجه لسكان العاصمة، تظهر بطلة الإعلان الشابة في بناية قاهرية شاهقة تمارس الرياضة في صالة بيتها، بينما تظهر بنايات المحروسة من خلفها رمادية ملوثة غارقة وسط التراب بلا ملامح واضحة. يستثمر الإعلان حقيقة أن القاهرة ستظل ملوثة كأمر واقع، ينطلق منها كمعلومة بدهية لا تستدعي النقاش، يمكنك التكيف مع تلك الحقيقة بتناول تلفاست وممارسة الرياضة داخل حيز محدود، لأن النجاة فردية كما تبشرنا الجملة الاخيرة من الإعلان (عيشي حياتك على طريقتك)، حتى ولو كان تنفس التراب أمراً حتميًّا يجب ان تعيش حياتك على طريقتك، بطلة الإعلان شابه تمارس الرياضة داخل منزل مغلق لأن المساحات العامة للرياضة غير موجودة من الأصل، لتظهر في اللقطة التالية بعد تناول الدواء في الشرفة تراقب العاصمة الملوثة من الأعلى وكأنها انتصرت على الظروف الجماعية القاهرة بتناول حبة. لا تبتسم بل تراقب ثم تنظر للكاميرا بوجه يحاول الابتسام لتنهي الإعلان بابتسامة بلا روح مثل الحياة في منتصف كل هذا التراب.
ماذا تقترح لنا شركات الأدوية لعلاج هذه المعضلة؟ لا تفكر في الظروف الموضوعية التي أوصلت القاهرة للحالة التي يستثمر فيها الإعلان، هذا طريق بلا عودة، العلاج يكمن محلول كيميائي قادر على قتل الاستجابة الطبيعية للجسد على فساد الظروف الموضوعية للمحيط، فصل النتيجة عن الظروف الموضوعية التي أدت إليها وحينها ببساطة لن تدرك أن هنالك مشكلة لأنك انفصلت عنها، وعالجتها بمعزل عن أسباب انطلاقها، أنت تحت مخدر مشروع.
وبالعودة لمايو كلينك فالحساسية هي استجابة من الجهاز المناعي للإنسان لمادة غريبة، السبب الرئيسي هو المادة الغازية التي يجابهها الجهاز المناعي بإطلاق الهيستامين الذي يسبب أعراض الحساسية، يهاجم الجهاز المناعي جسد الإنسان ليخبره بأن هناك مشكلة أما شركات الأدوية فتهاجم النتيجة النهائية، أعراض الحساسية. ربط الشكوى بالأسباب المباشرة لحدوث التلف غير متاح إذن، وستظل القاهرة ملوثة ومتعفنة، هكذا تبني شركات الأدوية الأساس النظري لإعلاناتها الموجهة للجمهور، يخبرنا الإعلان أيضًا بوجوب تناول تلفاست (قبل ما أعراض الحساسية تتحكم فيكي) يزوِّر الإعلان نداءات الجهاز المناعي فالمشكلة تكمن في ترك الحساسية لتتحكم بنا، لا في أطنان من التراب والدخان التي تزاحم الأوكسجين للوصول لجهازنا التنفسي، تبيع لنا إرادة وهمية وانتصارًا سريعًا لكنه ضد أنفسنا بدلاً من خوض رحلة طويلة ومملة من الاستماع بهدوء لنداء أجسادنا، بينما تتردد الجملة السابقة يتذيل الإعلان جملة عبثية (ينصح بعدم التعرض للدخان والغبار إذ إنهم من مسببات الحساسية) وبهذه الجملة يختتم السيناريو الصفري الذي يقدمه الإعلان، لا سبيل، لا مناص، تناول الدواء. 

…..

الصور من ألعاب: معاذ محمد*