كونج فو.. لشوارع القاهرة

غادة طنباري

لساعات طويلة، وقف رفيقي في التدريب مُظهرًا لي يده كي أحاول اقتناصها. ولأوقات طويلة أمسكت رفيقتي في التدريب بقلم في يدها، مشيحة به كلما حاولتُ التقاطه من بين أصابعها. أحيانًا ـ بل كثيرًاـ كان القلم يطير من قبضتها في عنف الخطفة السريعة ليدي، ويصطدم بوجه واحد من المتدربين بجانبنا، فنتأسف بخشونة وبلا مراعاة؛ على اعتبار أنهم تلقوا ضربات أعنف من هذه من قبل ولم يصبهم شيء، ثم نعاود الكرَّة. بعدها بدقائق يطير القلم في عيونهم من جديد..

كنا نتدرب على الـ “تشين نا” Chin Na، أو فن الإمساك والإطباق على المفاصل، كجزء من التدريب على مهارات الشاولين والتاي تشي تشان، وهما من الأساليب القتالية الشمالية تاريخيًّا في الصين.

الأسماء الناعمة لحركات التشين ـ نا كطائر الكركي الأبيض يومئ برأسه؛ ارفع الكوع كي تكسر الجناح، الكركي الأبيض يغطى جناحيه،

"في تدريبات ال "تشين نا

“في تدريبات ال “شاولين

الدوران حول الجنة والأرض، واليدان ترفعان الجيتار، هي مجرد إشارة لما يحدث بين المتدربين. فالأمر ليس مقتصرًا على اقتناص يد مهاجمك، بل هذه فقط الخطوة الأولى للتحكم سريعًا في مفاصل ذراعه؛ بحيث تصبح أدنى حركة يقوم بها مؤلمة، إن قرر أن يتحرك.. بقبضتك تلوي وتضغط مفاصله، فالتركيبة العظمية للجسد البشرى لا تسمح بالدوران الكامل للـ 360 درجة حتى مع أكثر الأجساد مرونة.

كثير من التدريب حتى استطعتُ ـ أحيانًاـ إيجاد الزاوية الصحيحة للي، وملء الفراغات في المفاصل حيث تعطيني أصابع أخوتي في التدريب المعصم، ويعطيني المعصم الكتف، وهكذا…
أحيانًا، وبطريقة غير واعية أصبحتُ أرى الأجساد فجوات وأوعية ومناطق للضرب، ومناطق لحمايتها. لذلك عندما مد الشاب على الرصيف يده ناحيتي، لم يكن، فعلاً، مدركًا لما يمكن أن يصيبه. ولا أنا في الحقيقة كنت مُدركة.

للجسد حياة خاصة به. لا يأخذ جسدي، أو جسد أي أحد أعرفه، رأي صاحبته أو صاحبه في أكثر من 99٪ مما يفعله. وقد سلمتُ بحقيقة أن العين والعقل واليدين ينتمون إلى الجسد أكثر مما ينتمون إلى صاحب الجسد.

كل ما حدث أن عيني رأتا يدًا تمتد تجاهي، وفي لحظة بدا أن جسدي دخل مود تلقائي مُدمج، كبرنامج جرى تفعيله، فساعات وشهور من التدريب لم تقف عن اقتناصي ليده؛ بل كان هناك اللي السريع، ودفع مفاصل ذراعه إلى زاوية مؤلمة؛ الزاوية التي تدربت على إيجادها كثيرًا، والتي كانت عسيرة جدًا، ومستحيلة الإيجاد في البداية، ولكنها الآن ـأحياناـ طبيعة ثانية، شبه مهارة تمتلكها يداي.

حتى بدون التكنيك الصحيح لا شك أن قبضي لحظيًّا على أوتار مفاصله قد أصابته بقدر لا بأس به من الألم، زد عليه ألم المفاجأة… فالمعتدى مهما كان من خيلائه داخل نفسه، هو في النهاية جسد، والأجساد تذعر من المفاجأة.
أراد أن يفاجئني فكنت مباغتة صغيرة له. أدركتُ ما أفعله، فتركتُ يده بدفعة خشنة، أخذها ومضى.

ثانية على الرصيف حدثت فيها أشياء كثيرة، ولكن لمراقب بعيد لم يحدث شيء فعلاً. وبغض النظر عن الابتسامة البلهاء التي اعتلت وجهي طوال مشيتي الليلية بعدها، عدتُ إلى المنزل ببعض الأسئلة…
لماذا توقفتُ فور أن أدركتُ ما أفعله؟ الإدراك أتى سريعًا، ولكن ردة فعل جسدي أتت أسرع؛ أسرع حتى من ملاحظتي، لأن هناك يدًا تمتد بالسوء ناحيتي.

وماذا كان ليحدث لو كان تدريبي مكثفًا عن هذا؟ متى كنتُ سأتوقف؟ كنت أقل رفاقي تمرينًا، ومع هذا يأتي استعراض أجوف للمهارات.

ولكنى أدركت أن تكرار التمرين فعل شيئًا ما، زرع شيئًا تلقائيًّا داخلي.. شيء ما جرى “تسكينه” بجسدي، بحيثُ لم أعد أفكر كثيرًا، أو تعترضني المشاعر عندما تمتد يدا مباغتة تجاهي، وهي تنوي الأذى.. لم أعد أغضب أو أشهق أو أتفاجأ، أو تتلعثم قدماي متراجعتين، تبحثان عن مكان لهما، مزيحتين نفسيهما، مفسحتين المكان للجسد المتحرش كي يأخذ ما أراده من المزيد من المجال العام.

كموجة منطلقة من المياه الضاربة، لا يمكن إيقافها..
لا تردد، التردد يعوق العقل. من قبل كانت الأجساد مخيفة لي، لم تعد كذلك، وما أسوأ ما قد يحدث فعلاً؟

 “أخذها ومشى” هكذا كانت دومًا تنهى هذه التفاعلات الصغيرة معي على الرصيف. كنت أحكى لصديقة أمي عندما سألتني عن جدوى تعلمي كونج فو ، عن هذه التفاعلات الصغيرة على الرصيف، فكان رأيها أن الشاب أحيانًا ـ أو دومًاـ يمشى بعدها دون كلمة لأنه يعلم أنه مُخطئ.

ولكن مع تكرار الإعطاء للأخذ والمضي على الرصيف، كان لي رأي آخر. ليس لأنه يعلم أنه مخطئ، بل لأن جسده فوجئ. ليس شعورًا جيدًا أن يطبق أحدهم على يدك ويجذبك، وهذا ما يحدث فعلاً، هذا ما أراده من مدة يده نحوي بتلك النظرة المعتدية العابثة، أن يفاجئني أكثر من أي شيء آخر، أن يصيبني بشيء من الذعر.

قلت لنفسي: حسنًا.. على الأقل هذا جسد لا يذعر، بل يدخل في مود فِعل.

من قبل كنت أعتذر عندما يخبطني أحدهم في الشارع. كنت آخذ الخبطة في كتفي، أو أي ما يكن، وفورًا كنت أجدني أعتذر: أوه آسفة! ربما لهذا علاقة بكوني فتاة، وبالهياكل الضمنية التي نمشي فيها في الفضاء العام بين حارات السيارات والطرق والأرصفة والبنايات، ربما لأني أتوقع ألا يصطدم بي أحد!

أحيانًا ـ كثيرًاـ لم تكن الدفعة أو الخبطة غير المقصودة، بل كان التحرش هو المقصود، حينها كنت ألوم نفسي، وأدفن طينة صغيرة من الغضب داخلي.
“آخذها وأمضى”، لأنني لم أكن منتبهة، أو لأنني لم أقلص الفراغ الذي أشغله، أو أراعي تضخم الفراغ الذي يشغله المتحرش، ولم آخذ على كاهلي الابتعاد عنه (ففي هذه المعركة الجسدية على الأقل فلأكن الطرف النبيه). أو ببساطة لسوء البيئة أو المدينة أو الثقافة التي أعيش بها.

أحيانًا ـ طول الوقت ـ ألقي باللوم على تغاضى الدولة عن التخطيط المعماري الجيد للمدن، وتناسى الأرصفة، وترك المواطنين يتخبطون في بعضهم هنا وهناك. فكنت “آخذ وأمضى”، حتى خبطات السيارات.
أصبحت بشكل ما غير متفاجئة من أن المدن الجديدة تقام أساسًا للسيارات، لا للأجساد. فيكون الوقت الوحيد الذي تصبح فيه جسدًا، عميقًا داخل بيتك، بين الجدران الأربعة، أو الخمسة، حسب براعة التصميم والتسويق.

تقليص النفس موهبة (فطرية؟ أم ضرورة تأقلم؟) تعرفها الفتيات. كتف يتلوه الآخر في المرور بين الفراغات الممتلئة بالأجساد المشرعنة، والتي تملك عقود ملكية لأي ما كان الفراغ التي تشغله. التلوي يمينًا ويسارًا، والمشي على طراطيف الأصابع؛ عدم اتزان فظيع يلقي بدلالاته على العقل والروح مع مرور الوقت، هذه هي الرقة الأنثوية كيفما ابتدعها “المود” الرجولي، حسبما أفكر. كان هذا يحدث عندما كنت مراهقة، وعندما كبرتُ في العمر قليلاً، أردتُ أن آخذ مساحتي لفظيًّا؛ بأن أقول شيئًا ما حينما يدفعني، أو يسيء لي أحدهم جسديًّا. وكنت أخبر نفسي أن هذا ضروري.

لم أكن واعية، إلا بمقدار ضئيل، للديناميكية غير الواعية بين الأجساد. كل المفاوضات والمساومات والدفعات الصغيرة ما بين جسدين متقابلين، أو متجاورين.. جسدان يتقاطع طريقهما في منتصف الطريق كسفينتي حرب في مجرى المياه. تفاهمية صغيرة تحدث بين الأعين، بينما يتقابل جسدان على الرصيف، عادة تمر بإطراق أحد العينين وأخذ الأخرى للفراغ الذي كان يُتساوم عليه.

ما الذي يجعل فتى في الأساس، يمد يده ناحية فتاة تمشي في مواجهته على الرصيف؟

هل كانت مدة يده تلقائية كذلك وغير واعية؟ شيئًا تدرب عليه كثيرًا (هي والابتسامة السمجة على وجهه)؟ طبيعة ثانية؟ أم شبة مهارة امتلكتها يداه؟

كان فيها شيء من التلقائية، نعم والتكرار.

كونج فو ، بحسب التعريف العام الذي نعرفه هو فنون القتال، ولكن الكلمة في معناها اللغوي تشير إلى بذل الكثير من الوقت لتعلم وصقل مهارة بحيث تصبح لا إرادية في الجسد. تتعلم ثم تتدرب ثم تنسى. جعل غير الطبيعي، طبيعيًّا. لاكتساب هيئة غير واعية وجعلها تتأصل في الجسد كطبيعة أولى.

  فالجسد بعد التدريب يعود بأسلحته وبمهارته كي يصبح جسدًا من جديد. يقول الحكيم: في البداية كنت أرى الجبل جبلاً، بعدما زادت معرفتي، حتى وصلتُ إلى نقطة أصبحتُ لا أرى الجبل جبلاً، الآن وبعدما فهمتُ جوهره، أصبحتُ أرى الجبل جبلاً من جديد”.

الأجساد يمكن بناؤها، إنها مشروع أبدي، كيان في سبيله، دومًا، إلى أن يكون، ولا يعنى هذا البناء العضلي… فدون علم منا أو موافقة، تصنع الثقافة حولنا والسياسات من أجسادنا مشاريع ثقافية. هل المرأة فعلا أضعف من الرجل؟ أنظر الى الأجساد في الشارع، وأحاول أن أرى من أين أتت هذه الفرضية، هل سمر البشرة فعلاً مرتبطون بالأعمال الجسدية الشاقة لأنهم يتحملون، أم أن هذا تسويق لمزاعم ما؟ هل هناك فصل بين العقل/الجسد، أم أن هذه الثنائية التي مثلت العمود الفقري للفلاسفة من الرجال القدامى العظام، هي تفسير لكيف أن للعقل “الذي يمتلكونه” مكانة تعلو على الجسد الذي أعطوه صبغة حيوانية، ثم أعطوه للمرأة وللطفل، ولأي ما أرادوه في مكانة أدنى.

الشعور بالطمأنينة داخل الجسد أمر مهم. وإن لم تفعل شيئًا كي تٌعظم إحساسك بنفسك، فانتزاع الإحساس بالاعتداء على الأخرين؛ مباغتة الفتيات في الشوارع هدف سهل، أسهل ما يكون للشعور بالسيطرة اللحظية.. “التحديقة” كذلك سجن صغير يمكن، ومقصود به في أغلب الأحيان، وضع قيد فوق الجسد المحدق به.

الخبطات غير المقصودة والمقصودة وصدام المساحات.. يد مفاجئة تمتد بضحكة.. كلمة غادرة لا تتوقعها أذناك بينما يمر جسد آخر بجانبك، علاقة بين فم وأذن ونفس ونفس.. ثم هناك مسلسل إمالة السيارات ناحية الأجساد التي تصبح مذعورة. ذعرًا صغيرًا يسببه السائق بسيارته لفتاة على جانب الطريق “أهذه معاكسة؟” تستنكر قائلة وهي تضع يدها على قلبها، وأرى تنفسها تسارع من جراء صدمتها من تهديد أمنها الجسدي. صراع مساحات وصراع أجساد.

تصنع المجتمعات، ضمنيا، الأجساد التي تمثلها قيمه. وما يحدث في الماـ بين أكثر بمراحل مما يحدث فعليًّا.

هناك تلك المزحة بين الفتيات عن عبور الطريق للمشي بجانب كلاب ضالة عن الاستمرار بالمشي والمرور أمام مجموعة من الشباب، فهذا من وجهة نظر الفتيات أرحم (أو هكذا تقول المزحة).
في الغالب كنت أمشي في منتصف الطريق، في الما-بين، ليس بجانب شلة الشباب أو شلة الكلاب. فلم يحدث أن كان لي حيوان أليف قط، ولا أشعر بارتياح للقرب من الحيوانات.

بعد أكثر من عام من التدرب على فنون القتال (يسألني صديقي، لماذا الكونج فو وليست اليوجا على سيبل المثال؟ وأقول لأنني أصبحت أسيرة لاكتشاف ما يحدث بين جسدين. هل تعرف صعوبة أن تتلقى الضربات لتسع ساعات من التمرين. الأسوأ: هل تعرف مدى صعوبة أن تعرف أنه عليك توجيه ضربةـ غير مؤلمة أو مؤذية على الإطلاق ـ لرفيقك في التمرين؟ الأمر يتطلب تفعيل شيء ما بداخلك. في البداية كنت أقول أوه آسفة، بعد قليل من الوقت تصبح رفيقتا التمرين ماهرتين) وفي تمشياتي الليلية الكثيرة أجد نفسي أتجه إلى ناحية الطريق التي بها تجمعات للشباب، ويبدو الأمر لي بديهيًّا، فقد أصبحتُ على دراية أكثر بالتعامل مع الأجساد البشرية عن الحيوانات، لن أعرف كيف أتصرف لو كان أحد هذه الكلاب الضالة مسعورًا وهاجمني، لذا فإنه من المنطقي أن آخذ الفراغ من بين أجساد الشباب، فكنت أقول لنفسي: حد يلاقى تدريب وما يتدربش؟ معذرةً سأمر من على هذا الرصيف الآن، ولدتُ في عام التنين، وباعتباري تنينة صغيرة فأنت تعلم، على أحيانا فرد جناحي، فقط من أجل الاسترتشنج، فقد يتيبسان. أنت تظن أنه لا مكان لي، ولكن تعلم، سآخذ المكان. لا يمكنني أن أمر بكتف يتلوه الآخر، هل رأيت من قبل تنينًا يمر بكتف يتلوه الآخر؟

النساء جديدات ـ افتراضيًّاـ على الفضاء العام. ربما ولدتُ في أوقات متقدمة نسبيًّا، وربما لا يحدث هذا معي، أو مع أمي، ولم يحدث مع جدتي، ولكن النساء، لأوقات طويلة، لأسباب دينية أو لغيرها، كان محظور عليهن التجول بحرية في الفضاء العام. وحتى الآن هناك حواجز غير مرئية ما تزال تسيطر على الأجساد الأنثوية في الطرقات وإشارات المرور ومكاتب العمل وداخل البيوت نفسها.

ولكن وجود الرجال في الشوارع مشرعن، أو هكذا على الأقل يظنون، حتى تتدخل ذراع سلطة.. إنه مكانهم. ضيفة تمشى على الرصيف أمام مقهى شعبي يأخذ ثلاثة أرباع مساحة الرصيف بكراسيه ويعج بالرجال، فتأخذ في جسدها ما تأخذه من رشقات، وعيناها مطرقتان للأرض دومًا. لأنه، نوعًا ما، غلطتها أنها هنا، صحيح؟ هناك دومًا نوع المزحات المبطنة التي تدور حول النساء من قبل زملائهم في العمل، والتي من المفترض أنها مضحكة، لا أعلم، فباعتباري فتاة فإنني أمشي دومًا بمنطقين في رأسي، المنطق العام الذي غالبًا ما يكون رجولي أكثر في طابعه، ومنطقي الخاص، الذي أعتبره منطقيًّا أكثر، وليس مزحة مجبرين أن نضحك عليها للتماشي مع المزاج العام.

القدرة على الإحساس بموضع جسدك في الفراغ بين ما يحدث حولك ـ لا يمكنني إغفال ما يحدث حولي ووراء ظهري، لأنه، لا أعلم، قد يبرز محارب ساموراي بسيفه من هناك، أو فقط تصطدم بي عربة بائع البطاطا الخشبية التي يدفعها أمامه. يجعل هذا العقل متراخيًا. هناك مزحة أتبادلها مع زوجي: أهذا ممر ضيق؟ حيث يعبر الناس جميعًا؟ إذن دعنا نقف هنا بالذات. لأن هذا ما أرى الناس يفعلونه عادة، أصبح الأمر بديهيًّا وأصبحتُ أتوقعه، في المترو، في الزحام، على الطريق، على الرصيف. اعتدت أن أسمى هذا “غباء الأجساد”، لا غباء أصحابها، لأنني أعرف أنه يتم بطريقة غير واعية.

ربما هذا مرتبط بموت الحواس. القدرة على استشعار وضع جسدك في الفراغ، والتي هي ـ على سيبل المثال ـ وظيفة الخلايا العصبية الحسية في الأذن الداخلية ومستقبلات التمدد في العضلات والأربطة. وربما ـ أقول لنفسي ـ هذا لأننا مجتمع معرف دومًا بأنه في عنق الزجاجة، في الممر الضيق، دومًا نقف هنا.. في هذا الموضع بالذات يقرر طاغية الوقوف بجسده فيوقف تدفق السير.