السكة: أصوات القطار..موسيقى المحطات

مدينة

في مدينة نسعى لاستكشاف الآفاق التي يمنحها لنا الإنترنت، لا فقط كمساحة لنشر النصوص المكتوبة أو محتوى الصوت والفيديو، نسعى لأن نكون فضاءً متصلاً بالأثير الذي يعيد تشكيل وعينا بذاتنا والعالم والمدينة. ولأننا مجبولون على المغامرة حتى وإن لم نمتلك المعرفة، نحاول اكتسابها في رحلتنا معكم، نحلم بفتح الشارع على الإنترنت، وبفتح الإنترنت على الشارع، وبأن تكون مدينة، امتدادًا لمدينتكم
والسكة الحديد هي الطريق إلى المدينة، والقطار هو الآلة التي منها يلج الإنسان إلى المدينة، والمحطة هي باب المدينة المعاصرة. القطار كذلك ليس آلة تنقلنا من مكان لمكان، بل من زمان لزمان. تذكرة القطار التي يقطعها الراكب قطيعة مع زمنه القديم.. وهي مقشة الساحرة التي تسافر به إلى زمن جديد
هنا وعبر أكثر من ١٠٠ سنة تشحن المحطات بأصوات ضجيج هذا الانتقال، بما تحمله معها من عواطف الهجران/ الفقد/ الخسارة /الخوف/ الطموح الغامض/ القطيعة مع مركز الأمان/ الرحيل من العالم المطمئن إلى ساحة المغامرة؛ حيث كل شيء مرتب وفوضوي في الوقت نفسه.

ولما كانت الحقيقة ليست قصر مشيدًا وسط حديقة من الورود، بل رحلة استكشاف ومغامرة إبداع، ونحن في مدينة لا ندعي المعرفة الكاملة، فقد قررنا خوض رحلة القطار، وإعادة استكشاف المسارات التي تفتحها داخلنا وداخل وعي مبدعي المدينة؛ وذلك كله في مشروع (السكة)؛ الذي بدأت فكرته الأولى عام 2014، في إطار محاولة لتأسيستيار جديد في الميديالا يكون مهمة الميديا فيه متابعة وتقصي أخبار وأحداث؛ بل إنتاج مادة تفاعلية، تجدد المحتوى السمعي والبصري والمكتوب.

ينقسم مشروع (السكة) إلى عدة مسارات، متشعبة ومتداخلة، سنكشف عنها تباعًا في الحلقات التالية. أهمها مسار (أصوات القطار): في هذا المسار دعونا عددًا من الموسيقيين والمهتمين بتجارب الإنتاج الموسيقي والصوتي إلى القيام برحلات عبر قطارات مدينة، لتسجيل أصوات القطارات، والقضبان والمحطات والمسافرين. ثم النظر في هذه العينات الصوتية وإعادة إنتاجها موسيقيًّا.

نسعى من خلال مشروعنا توثيق الأصوات في أرشيف واسع ضمنأصوات المدينةوالأهم توسيع مساحة الموسيقى، بإضافة مساحة خارج التيمات اللحنية التقليدية، وكسر الحائط الوهمي، لتدخل المدينة بأصواتها الخشنة والغامضة إلى الموسيقى.

الرحلة الأولى كانت مع الفنانة والمغنية دينا الوديدي، سافرت مع مدينة، وجمعنا عينات صوتية في رحلة من القاهرة إلى الإسكندرية والعكس؛ لتكتشف دينا مساحة أخرى داخلها كمنتجة موسيقية. وعلى أصوات اهتزاز عجلات القطار بين الصحو والنعاس، جاءت تجربتهامنامالتي سيتم طرحها خلال أيام أول تجارب مدينة ضمن مسار (أصوات القطار). وستليها تجارب صوتية وموسيقية مع فنانين وموسيقين آخرين موضعها القطار ومحطاته، وما تكتشفه الرحلات الأخرى من مشاعر تحفز المبدعين على إنتاج موسيقي خارج التوقع والتكرار.

وبمناسبة الإعلان عن مشروع السكة، هذه بعض نماذج منأصوات رحلة الإسكندرية؛ التي ستكون جزءًا من ورشة عمل كبيرة، ضمن قائمة مفتوحة من العينات التي ستتحول إلى موسيقى، وسننشر كل العينات قريبا على موقع السكة.